(وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ) من الناسخ والمنسوخ على حسب مصالح الناس على اختلاف الأوقات ، فإنه قد يكون ما هو مصلحة اليوم مفسدة غدا ، وبالعكس.
(قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ) كاذب (بَلْ) ردّ لقولهم (أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) أن الله أنزله ولا يعلمون فائدته.
(قُلْ نَزَّلَهُ) يعني : القرآن (رُوحُ الْقُدُسِ) مفسر في البقرة (١) (مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ) أي : ملتبسا بالحكمة فهو في محل الحال (لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا) بما فيه من الحجج والبراهين.
(وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) مفعول لهما ، ومحلهما النصب عطفا على محل «ليثبت» (٢) ، تقديره : نزله تثبيتا وهدى ورحمة.
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ)(١٠٥)
قوله تعالى : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ) يعني : قريشا ، يقولون : (إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) قال ابن عباس : يريدون غلاما لبني المغيرة ، يقال له : يعيش (٣).
__________________
ـ المسير (٤ / ٤٩١).
(١) آية رقم : ٨٧.
(٢) التبيان (٢ / ٨٥) ، والدر المصون (٤ / ٣٥٨).
(٣) أخرجه الطبري (١٤ / ١٧٨) عن عكرمة. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٤٩٢) ، ـ