فتصدعت قلوبهم ورجفت بهم الأرض فماتوا.
ومعنى قوله : (بِالْحَقِ) بالاستحقاق أو بالعدل من الله ، من قولك : فلان يقضي بالحق.
(فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً) وهو ما يحمله السيل من الورق والعيدان. شبههم سبحانه وتعالى في دمارهم وتمزقهم وتفرق أوصالهم بالغثاء.
(فَبُعْداً) أي : بعدوا بعدا.
وقوله : (لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) بيان لمن دعي عليه بالبعد.
(ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (٤٢) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٤٣) ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (٤٤)
قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ) يريد : قوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب وغيرهم.
قوله تعالى : (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) قرأ ابن كثير وأبو عمرو : " تترى" بالتنوين ، وقرأ الباقون بغير تنوين (١).
قال ابن قتيبة (٢) : المعنى : تتابع بفترة بين كل رسولين ، وهو من التواتر. والأصل : وترى ، فقبلت الواو تاء.
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ١٨٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٨٧ ـ ٤٨٨) ، والكشف (٢ / ١٢٨) ، والنشر (٢ / ٣٢٨) ، والإتحاف (ص : ٣١٩) ، والسبعة (ص : ٤٤٦).
(٢) تفسير غريب القرآن (ص : ٢٩٧).