وهاشم وثقيف وتميم أسماء للقبائل ؛ كعاد وثمود ، ولذلك امتنعت من الصّرف.
(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) (٥٠)
قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) وقرأ ابن مسعود : " آيتين" (١). وقد سبق القول عليه في آخر الأنبياء (٢).
(وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ) قرأ ابن عامر وعاصم : " ربوة" بفتح الراء ، وضمّها الباقون (٣). وهكذا اختلافهم في قوله : (كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ) في البقرة [٢٦٥] ، وقد ذكرنا اشتقاقها وما فيها من اللغات ثمّة.
(ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) أي : ذات موضع قرار.
قال قتادة : ذات ثمار وماء (٤).
والمعنى : أنها مستوية منبسطة يستقر عليها ساكنوها ، " ومعين" : وهو الماء الجاري على وجه الأرض الظاهر لعين الناظر ، ومنه قول جرير :
إن الذين غدوا بليل غادروا |
|
وشلا بعينك ما يزال معينا (٥) |
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٥ / ٤٧٥).
(٢) آية رقم : ٩١.
(٣) الحجة للفارسي (٣ / ١٨٣) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٨٨) ، والنشر (٢ / ٢٣٢) ، والإتحاف (ص : ٣١٩) ، والسبعة (ص : ٤٤٦).
(٤) أخرجه الطبري (١٨ / ٢٨). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ١٠٠) وعزاه لعبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن عساكر.
(٥) البيت لجرير من قصيدة يهجو بها الأخطل. انظر : ديوانه (ص : ٤٧٦) ، واللسان (مادة : وشل) ، ـ