الإسلام.
(وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ) أي : عن هذا الصراط المستقيم. (لَناكِبُونَ) لعادلون عنه.
(وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٥) وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ (٧٦) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (٧٧)
قوله تعالى : (وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ) يريد : الجوع الذي أصاب أهل مكة سبع سنين بدعاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليهم.
قال ابن عباس رضي الله عنه : جاء أبو سفيان إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فشكا إليه ذلك ، فنزلت هذه الآية والتي بعدها (١).
قوله تعالى : (لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) أي : لتمادوا في تمردّهم في كفرهم يتحيرون ، ولذهب عنهم ترقّقهم بين يديك وتملّقهم إليك.
قال صاحب الكشاف (٢) : ثم استشهد على ذلك بأنا أخذناهم أولا بالسيوف وبما جرى عليهم يوم بدر من قتل صناديدهم وأسرهم ، [فما](٣) وجدت منهم بعد
__________________
(١) أخرجه النسائي في الكبرى (٦ / ٤١٣) ، والطبراني في الكبير (١١ / ٣٧٠) ، والحاكم (٢ / ٤٢٨) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، والطبري (١٨ / ٤٥). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ١١١) وعزاه للنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.
(٢) الكشاف (٣ / ٢٠٠).
(٣) في الأصل : فلما. والتصويب من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.