فربيتني لسبب يعد مثله نقمة لا نعمة.
وتأوّلها قوم على الاعتراف بنعمته ، على معنى : هي نعمة تمنها أن عبدت بني إسرائيل ولم تستعبدني كما استعبدتهم ، ونظيره في الكلام : أن تضرب أحد عبديك فيقول المتروك : هذه نعمة عليّ أن ضربت فلانا ، أي : وتركتني ، لكنه حذف [للعلم](١) به ، وهذا معنى قول الفراء (٢).
(قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٣) قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤) قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ (٢٥) قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٢٦) قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (٢٧) قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (٢٨) قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) (٣٠)
(قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) قال محمد بن إسحاق : استوصفه إلهه الذي أرسله إليه (٣).
فأجابه موسى بما يدل عليه من مخلوقاته فقال : (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) [وإنما](٤) ثنّى والسموات والأرض جمع ذهابا إلى
__________________
(١) في الأصل : العلم. والتصويب من ب.
(٢) انظر : معاني الفراء (٢ / ٢٧٩).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٨ / ٢٧٥٦).
(٤) في الأصل : ونما. والتصويب من ب.