الْآخَرِينَ) وقد ذكرنا قصتهم في البقرة.
(إِنَّ فِي ذلِكَ) أي : في إهلاك فرعون وقومه بالتطام البحر عليهم بعد انفراقه اثني عشر طريقا بضربة موسى بعصاه ، (لَآيَةً) لعبرة لهم ولمن بعدهم. (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) بوحدانية الله تعالى.
قال المفسرون : ولم يكن آمن من أهل مصر إلا آسية امرأت فرعون ، وخربيل مؤمن آل فرعون ، وفنة الماشطة ، ومريم بنت موشما التي دلت على عظام يوسف (١).
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) المنتقم من أعدائه (الرَّحِيمُ) بأوليائه.
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (٦٩) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (٧٠) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (٧١) قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (٧٤) قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) (٧٧)
قوله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ) أي : اقرأ يا محمد على قومك (نَبَأَ إِبْراهِيمَ) خبره مع أبيه وقومه ، وحسن مجادلته إياهم على إثبات الوحدانية لله ونفي إلهية الأصنام.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ) كان عليهالسلام يعلم أنهم يعبدون الأصنام ، لكنه استنطقهم ؛ تمهيدا لما سيورده عليهم في معرض الاحتجاج على
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ١٢٧).