وقد روى أبو العالية عن أبيّ بن كعب قال : ست آيات قبل القيامة ، بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس ، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم ، فبينما هم كذلك إذا وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت ، ففزع الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن ، واختلطت الدواب والطير [والوحش](١) ، فماج بعضهم في بعض ، فقالت الجن للإنس : نحن نأتيكم بالخبر ، فانطلقوا إلى البحور فإذا هي نار تأجج ، فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض إلى الأرض السابعة ، والسماء إلى السماء السابعة ، فينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فماتوا (٢).
قوله تعالى : (يَوْمَ تَرَوْنَها) منصوب ب (تَذْهَلُ) ، والضمير للزلزلة (٣) ، يقال : ذهل عن كذا يذهل ذهولا ؛ إذا تركه أو شغله عنه شاغل (٤) ، ومنه قول عبد الله بن رواحة :
ضربا يزيل الهام عن مقيله |
|
ويذهل الخليل عن خليله (٥) |
وقرأ أبو عمران الجوني : " تذهل" بضم التاء وكسر الهاء. كل بالنصب (٦).
__________________
ـ الشعبي وعزاه لابن جرير وابن المنذر.
(١) في الأصل : والجن. والمثبت من الطبري (٣٠ / ٦٣) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٤٠٢).
(٢) أخرجه الطبري (٣٠ / ٦٣ ـ ٦٤) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٤٠٢ ـ ٣٤٠٣). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٤٢٧) وعزاه لابن أبي الدنيا في الأهوال وابن جرير وابن أبي حاتم.
(٣) انظر : التبيان (٢ / ١٣٩) ، والدر المصون (٥ / ١٢١).
(٤) انظر : اللسان (مادة : ذهل).
(٥) انظر البيت في : القرطبي (١٢ / ٤ ، ١٣ ، ١٥١) ، وسير أعلام النبلاء (١ / ٢٣٥) ، والاستيعاب (٣ / ١١٣٩) ، والإصابة (٤ / ٨٥) ، والماوردي (٤ / ٦).
(٦) انظر : البحر المحيط (٦ / ٣٢٥) ، والدر المصون (٥ / ١٢١).