قال الحسن : تذهل المرضعة عن ولدها لغير فطام ، وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام ، وهو قوله : (وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها).(١)
[قال صاحب الكشاف (٢)](٣) : فإن قلت : لم قيل : مرضعة دون مرضع؟
قلت : المرضعة هي التي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي ، والمرضع التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به ، فقيل : مرضعة ، ليدل على أنّ ذلك الهول إذا فوجئت به هذه وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته من (٤) فيه لما يلحقها من الدهشة.
قوله تعالى : (عَمَّا أَرْضَعَتْ) أي : عن إرضاعها ، أو عن الذي أرضعته ، وهو الطفل.
قال المفسرون : وهذا يدل على أن الزلزلة تكون في الدنيا ؛ لأن يوم البعث لا حبلى فيه ولا مرضعة (٥).
قلت : ومعنى الكلام على القول الآخر : يوم ترون أماراتها وتشاهدون علامتها ، تذهل المراضع وتضع الحوامل ، أو يكون ذلك خارجا مخرج التمثيل ، على معنى : لو وجد في ذلك اليوم مرضعة لذهلت ، أو حامل لوضعت.
قوله تعالى : (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى) أي : تراهم لما عراهم من أهوال القيامة
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٧ / ١١٤). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٧) وعزاه لابن جرير.
(٢) الكشاف (٣ / ١٤٣).
(٣) زيادة من ب.
(٤) في ب : عن.
(٥) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٢٥٧) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٤٠٤).