للجمع والواحد ، كقولهم : سكرى ، ونظيره قولهم : أسارى وكسالى ، فجاء الأول منه مضموما ، وإن كان الأكثر من هذا الجمع مفتوح الأول ، نحو : حذارى.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (٣) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ ، وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) (٤)
قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) قال ابن عباس وغيره : نزلت في النضر بن الحارث (١) ، وكان جدلا يكذب بالقرآن (٢) ، ويقول : الملائكة بنات الله (٣) ، ويزعم أن الله لا يقدر على إحياء الموتى (٤).
وروى عطاء عن ابن عباس أيضا : أنها نزلت في الوليد بن المغيرة ، وعتبة بن ربيعة (٥).
وفي قوله : (وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ) إشارة إلى أن جداله لا يستند إلى برهان عقلي ، ولا بيان نقلي ، وإنما هو جدال شيطاني ، فهو لعناده يتّبع ما تسوّل له شياطينه.
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٧ / ١١٥) عن ابن جريج ، وابن أبي حاتم (٨ / ٢٤٧٤) عن أبي مالك. وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٨) وعزاه لابن أبي حاتم عن أبي مالك ، ومن طريق آخر عن ابن جريج وعزاه لابن جرير وابن المنذر.
(٢) هو قول ابن عباس.
(٣) وهذا هو قول مقاتل.
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٢٥٨) بلا نسبة ، وابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ٤٠٥) عن أبي سليمان الدمشقي.
(٥) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٢٥٨).