قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) قال ابن عباس : أرسل إليهم بعد ما نبذه الحوت (١) ، فكأنه أرسل إلى قوم بعد قوم أرسل إليهم ثانية.
وقال قتادة : أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل قبل أن يصيبه ما أصابه (٢).
فعلى هذا ؛ المراد به : ما سبق من إرساله إليهم.
واختلفوا في قوله تعالى : (أَوْ يَزِيدُونَ) فقال ابن عباس والفراء (٣) [وآخرين](٤) : «أو» بمعنى : «بل» (٥) ، كقوله : (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) [النجم : ٩] ، وأنشدوا :
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضّحى |
|
وصورتها أو أنت في العين أملح (٦) |
وقيل : «أو» بمعنى الواو (٧) ؛ كقوله : (عُذْراً أَوْ نُذْراً) [المرسلات : ٦].
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢٣ / ١٠٥). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ١٣٢) وعزاه لأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه.
(٢) أخرجه الطبري (٢٣ / ١٠٤) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٢٣٠). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ١٣١) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة.
(٣) معاني الفراء (٢ / ٣٩٣).
(٤) في الأصل : آخرين.
(٥) أخرجه الطبري (٢٣ / ١٠٤). وذكره الماوردي (٥ / ٦٩).
(٦) البيت لذي الرمة. انظر : ملحقات ديوانه (ص : ٨٥٧) ، واللسان (مادة : أوا) ، والمحتسب (١ / ٩٩) ، والخصائص (٢ / ٤٥٨) ، والدر المصون (١ / ١٣٥) ، والقرطبي (١ / ٤٦٣ ، ١٦ / ١٠٠) ، وزاد المسير (١ / ٤٢ ، ١٣٠) ، وروح المعاني (١ / ٣٣٥ ، ٢٥ / ٩٠ ، ٢٨ / ١٠٥).
(٧) هو قول ابن قتيبة. انظر : غريب القرآن (ص : ٣٧٥).