القول (١).
قوله تعالى : (أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ) «أن» هي المفسرة ؛ لأن إيتاء الحكمة في معنى القول ، فنبّه بهذا على أن الحكمة الأصلية توحيد الله سبحانه وتعالى وشكره.
قال مقاتل (٢) : المعنى : قلنا له : أن اشكر الله فيما أعطاك من الحكمة.
(وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤) وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(١٥)
قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ) واسمه : أنعم.
وقال ابن السائب : اسمه أشكم (٣).
(وَهُوَ يَعِظُهُ) روي : أن ابنه وامرأته كانا كافرين ، فما زال يعظهما حتى
__________________
(١) أخرجه أحمد في الزهد (ص : ٦٤) ، والطبري (٢١ / ٦٧) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣٠٩٧) ، ومجاهد (ص : ٥٠٤).
وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥١١) وعزاه للفريابي وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد.
(٢) تفسير مقاتل (٣ / ٢٠).
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره (٤ / ٣٣٣) وفيه : مشكم.