قال الزمخشري (١) : كل فعل : يجوز فيه فعل ، كما يجوز في كل فعل فعل ، على مذهب التعويض.
(لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ) من عجائب مخلوقاته ودلائل قدرته.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ) على الشدة والبلاء (شَكُورٍ) في العافية والرخاء.
وقال أهل المعاني : أراد : لآيات لكل مؤمن ؛ لأن الصبر والشكر من أفضل خصال المؤمنين.
قوله تعالى : (وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ) يريد : الكفار. وقيل : هو على عمومه.
ولما كان الموج يرتفع ويتراكم شبّه بالظّلل ، وهو جمع ظلة ، والظّلّة : كل ظلل من شجر أو سحاب أو غيرهما.
قوله تعالى : (فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) متوسط في الكفر والظلم.
قال مجاهد : مقتصد في القول مضمر للكفر (٢).
وقال الكلبي : مقتصد في القول من الكفار ؛ لأن بعضهم أشد قولا وأغلا في الافتراء من بعض (٣).
__________________
(١) الكشاف (٣ / ٥١٠).
(٢) أخرجه الطبري (٢١ / ٨٥) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣١٠١). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٢٩) وعزاه للفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم.
(٣) ذكره البغوي في تفسيره (٣ / ٤٩٦).