قلت : معناه : أن كلماته لا تفي [بكتبتها](١) البحار ، فكيف بكلمه؟
وقرأ ابن مسعود : «وبحر يمدّه» على التكثير (٢).
وقرئ : «تمدّه» و «يمدّه» بالتاء والياء (٣) ، ونعتها يشير إلى استواء القليل والكثير في قدرته.
قوله تعالى : (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) معناه : إلا كحق نفس واحدة.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٩) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٣٠) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣١) وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) (٣٢)
وما بعده سبق تفسيره إلى قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ) وقرأ موسى بن الزبير : «الفلك» بضم اللام (٤).
__________________
(١) في الأصل : بكتبة. والتصويب من الكشاف (٣ / ٥٠٨).
(٢) ذكر هذه القراءة أبو حيان في : البحر (٧ / ١٨٦) ، والسمين الحلبي في : الدر المصون (٥ / ٣٩١).
(٣) مثل السابق.
(٤) ذكر هذه القراءة أبو حيان في : البحر (٧ / ١٨٨) ، والسمين الحلبي في : الدر المصون (٥ / ٣٩١).