المشترك ـ تفسير مفردات لا بد منها ، لينم له معناه ، وأعقبت كل حرف بحروف تشاكلها من الأسماء والظروف ؛ لأن معرفة ذلك من المبهمات المطلوبة ، لاختلاف مواقعها ؛ ولهذا يختلف الكلام والاستنباط بحسبها ...
ثم يقول :
على أنى ليس فيه مزية ؛ وإنما الفضل لمتقدمى علماء الأمة المحمدية ...... فاجعله لنا شافعا مشفعا ؛ فإنى أودعت فيه فنون العلوم على تنوعها ، ومررت به على رياض التفاسير على كثرة عددها ، وختمته بأقوال كلية ، فخلصت سبائكها ، وفوائد مهمة سبكت تبرها ، وأقوال محمدية على بعض آياتها رجاء بركتها ؛ فختمته بما صح من التفسير على نبيك البشير النذير ، السراج المنير ...».
ومن هذا نعرف قيمة الكتاب ، وأسلوبه ، وأهدافه ، فهو كتاب فى الإعجاز أوسع ما يكون إحاطة بموضوعه.
والوجه الخامس والثلاثون منه فى مشترك القرآن (١) قد جمع فيه ألفاظا من القرآن ، ورتبها على حسب حروف الهجاء ، وفسّرها ، وأحاط بمعانيها ، وأزال غموضها ، ورجع فى ذلك إلى كل كتب التفسير والحديث واللغة وغيرها.
وهذا الباب وحده يشهد للمؤلف بما بذل من جهد ، وما ناله من كد ؛ فهو لم يقتصر فيه على تفسير المفردات تفسيرا لغويا ، بل فسر الآيات التى وردت فيها هذه الألفاظ تفسيرا يوضح معالمها ، ويزيل مشكلاتها.
وترتيب هذا الوجه على حروف المعجم ، على ترتيب المغاربة ، ولا يخفى أن المؤلف من علماء المشرق ؛ فالظاهر أن هذا الترتيب من الناسخ.
ولا بد أن نشير هنا ـ بمناسبة الترتيب على حروف المعجم ـ إلى أن
__________________
(١) هو معجم شامل يشرح ألفاظ القرآن وتفسيرها.