المؤلف حين يضع الكلمات فى حروفها لا يراعى ـ دائما ـ أصولها ، بل إنه كثيرا ما يضع الكلمة كما وردت فى القرآن الكريم ، من غير أن ينظر إلى هذه الأصول ؛ فهو يذكر فى حرف الهمزة ـ مثلا (١) :
أسلمت وجهى ـ أقلامهم – أركسهم
ويذكر فى حرف الفاء :
فإن الله هو موليه ـ فلينظر الإنسان ـ فلا يخاف عقباها
ويذكر فى حرف الميم :
ما ينطق عن الهوى ـ ما أوحى ـ مستقر ومستودع وهكذا ، وكأنى به يقصد إلى الأخذ بيد قارئ القرآن أيا كان ، فيساعده على الفهم ، وحل ما يعترضه من مشكلات التفسير ، ولو أنه اتبع طريقة المعجمات فرجع بالكلمات إلى أصولها لأتعبه وأضناه ، وجره إلى مهامه قد يضل فيها سبيله ، ويعيا به جهده.
على أن هذا الصنيع قد يعجز الباحث العالم عن الوصول إلى هدفه فى البحث عن كلمة يريد معرفة معناها ، أو آية يهدف إلى الوقوف على تفسيرها.
ولهذا كان لا بد من فهرس خاص يساعد هذا ، وذاك ، لتتم الفائدة من الكتاب ، ولا يحرم أحد من الاستفادة منه ، أيا كانت ثقافته.
__________________
(١) صفحة ٥٣٣