قال السخاوى فى ترجمة السيوطى فى الضوء اللامع :
واختلس حين كان يتردد إلى مما عملته كثيرا ؛ كالخصال الموجبة للضلال ، والأسماء النبوية ، والصلاة على النبى صلىاللهعليهوسلم ، وموت الأبناء ، وما لا أحصره ، بل أخذ من كتب المكتبة المحمودية وغيرها كثيرا من التصانيف المتقدمة التى لا عهد لكثير من العصريين بها ، فغيّر فيها يسيرا ، وقدّم وأخّر ، ونسبها لنفسه ، وهوّل فى مقدماتها بما يتوهم منه الجاهل شيئا مما لا يوفى بحقه.
والسخاوى مؤرخ كبير ، وعالم ثبت جليل ، إلا أنه كان معاصرا للسيوطى ، وبينهما من المنافسة والخصومة ما نشهده بين علماء كل عصر ، وغير هذا فإنه مشتهر بالنّيل ممّن أرخ لهم وتحدث عنهم ، كما فعل فى تاريخ ابن تعزى بردى صاحب النجوم الزاهرة ، وفى ترجمة أبى البقاء البدرى صاحب سحر العيون ، وتاريخ تبصرة أولى البصائر ؛ فليس من اليسير أن يقبل قوله على إطلاقه ، وقد قال فيه معاصره ابن إياس : «إنه ألّف كتابا فيه كثير من المساوى فى حق الناس». وجرّد السيوطى نفسه فيه رسالة أسماها : «مقام الكاوى على تاريخ السخاوى» شهّر به فيها (١).
وليس ببعيد أن تكون نسبة هذه الكتب إلى السيوطى صحيحة ، فقد نسب المؤرخون والمترجمون إلى غيره من العلماء والأدباء قريبا من هذا العدد ، على أن الكثير من كتب السيوطى يقع فى رسائل صغيرة ، قال عنها السخاوى نفسه : «رأيت منها ما هو فى ورقة ، وأما ما هو فوق الكراسة فكثير».
وقد رأينا له أخيرا مجموعة من الكتب بعنوان «الحاوى للفتاوى» فى الفقه
__________________
(١) قال فى أولها : ما ترون فى رجل ألف تاريخا جمع فيه أكابر وأعيانا ونصب لأكلهم خوانا ، ملأه بذكر المساوى وقلب الأعواض ... مخطوطة بدار الكتب برقم ١٥١٠.