تحتك ؛ والله من فوقك ؛ فذلك قوله (١) : (وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ).
فإن كانت همتك فى دار الأشجار والبساتين والأنهار فقد دعاك لذلك بقوله : (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ). وإن كانت همتك الطعام والشراب فقد دعاك لذلك بقوله : (كُلُوا وَاشْرَبُوا). ((٢) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ). (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) (٣). وإن كانت همتك التمتع بالنسوان فقد دعاك لذلك بقوله : (وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) ، لو تفلت إحداهنّ على البحر لعذب ، ولو اطلعت إحداهن على الدنيا لأضاء ما فيها. وإن كانت همتك اللباس فقد رغّبك بقوله (٤) : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ). وإن كانت همتك الغلمان والولدان فقد رغّبك بقوله (٥) : (وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ). ((٦) غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ).
وإن كانت فى المشرب والخمور فقد ذكر لك أنّ فيها أنهارا من خمر لذة للشاربين. وإن كانت همتك رضاه والنظر إليه فقد دعاك فى مواضع من كتابه ، وحرّضك عليه ، فما ظنّك بربّ كريم يدعوك للضيافة وتقبّل دعوته ؛ أتراه لا يرضيك ، وقد بعث إليك الملائكة تبشّرك حين نزعك ، وأعطاك فى حياتك مراكب الجمال إلى بيته ، وأعناق الرجال إلى قبرك ، والبراق إلى حشرك ، قال تعالى (٧) : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً).
(فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(٨) : هذا من رحمة الله بهذه الأمة ؛ حيث أباح لها التفريق فى قضاء رمضان ، وهو من خصائص هذه الأمة ، قال تعالى (٩) : (يا أَيُّهَا
__________________
(١) المجادلة : ٧
(٢) الزخرف : ٧١
(٣) الواقعة : ٢١
(٤) الحج : ٢٣
(٥) الواقعة : ١٧
(٦) الطور : ٢٤
(٧) مريم : ٨٥
(٨) البقرة : ١٨٤
(٩) البقرة : ٨٣