أما الذى من الله فنداء الجنس : يأيها الناس. ونداء النسبة : يا بنى آدم. يا بنى إسرائيل. ونداء المدحة : يأيها الذين آمنوا ؛ لأنّ الله جمع أوصاف المؤمنين ونعوتهم ومعانيهم فى هذا النداء ؛ لأنه لم تبق حسنة إلا دخلت تحته ، كما أن الله علم على ذاته القدسية ؛ ومن ذكره فكأنما ذكر جميع أسمائه التى هى ألف اسم : ثلاثمائة فى التوراة ، وثلاثمائة فى الإنجيل ، وثلاثمائة فى الزّبور ، وواحد فى صحف إبراهيم ، وتسع وتسعون فى القرآن ؛ فأوّل جميع الكتب الله.
ونداء المذمّة : يأيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم.
ونداء الإضافة : يا عبادى الذين آمنوا. يا عبادى الذين أسرفوا.
وأما الذى للآدميّين : نداء الشريعة ، وهو لإبراهيم حيث قال له : وأذّن فى الناس بالحجّ. ونداء العتاب ليوسف (١) : يأيها العزيز مسّنا وأهلنا الضرّ. ونداء الإيمان لمحمد صلىاللهعليهوسلم قوله : ربّنا إنّنا سمعنا مناديا ... الآية. ونداء الجمعة للمؤمنين : يأيّها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة. ونداء الجماعة للمنافقين.
وأما الذى للملائكة فى الدنيا : فملك ينادى فى كل صباح : يا أبناء الثلاثين ، لا تغترّوا بالشباب. يا أبناء الأربعين ، لا تجترئوا. يا أبناء الخمسين ، ألا تستحيون. يا أبناء الستين ، قد دنا حصاد كم. يا أبناء السبعين ، الرحيل الرحيل.
وملك ينادى بالمقابر كل يوم : يأهل القبور ، من تغبطون اليوم؟ قالوا : نغبط أهل المساجد الذين يذكرون الله ولا نذكر ، ويصلّون ولا نصلى ،
__________________
(١) يوسف : ٨٨