ويصومون ولا نصوم. وملك ينادى عند رأس قبر النبىّ صلىاللهعليهوسلم : ألا من زال عن سنّة صاحب هذا القبر فقد برئ من شفاعته. وملك ينادى فى الموقف : من حجّ وكسبه حرام ردّ الله حجّه.
وأما الذى من الملائكة فى الآخرة فأوّله عند البعث : أيتها العظام البالية ، والأجساد النّخرة ، هلمّوا إلى الحساب [٢٢٠ ب] عند ربّكم. وملك عند الحساب : أبشروا يا أمة محمد ، فإنّ رحمة الله قريب منكم. وملك عند المحاسبة يقول : أين فلان ابن فلان؟ هلمّ إلى العرض على الرحمن. وملك ينادى عند الفراغ من الحساب : ألا إنّ فلان ابن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا. وملك آخر على أهل الشقاوة ينادى : ألا إن فلان ابن فلان شقى شقاوة لا يسعد بعدها أبدا. أعاذنا الله من ذلك بمنّه.
(فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ)(١) : يعنى بقبولهم ورحمتهم ، لا بقرب المسافة.
وسبب نزول هذه الآية أنه عليه الصلاة والسلام سئل أين ربّنا؟ فوقنا أو تحتنا ، أو بيننا أو يسارنا ، أو خلفنا أو قدّامنا؟ فأنزل الله (٢) : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ). يعنى وحاجتكم أنا ، لا المكان ؛ فإن وجدتمونى فما تصنعون بالمكان وأنا منزّه عن المكان.
وفى رواية : إن اليهود سألوه عليهالسلام أقريب ربّنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله (٣) : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ؛ يعنى بالعلم والقدرة والإجابة لا بالذات ، فادعونى سرّا أو جهرا ؛ فإنى قريب أجيب ؛
__________________
(١) البقرة : ١٨٦
(٢) البقرة : ١٨٦
(٣) ق : ١٦