والكلمات هى قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) ، بدليل ورودها فى الأعراف. وقيل غير ذلك.
وهذه إحدى الخصائص التى خصّ الله آدم بها ؛ خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته ، وأمرهم بحمله إلى الجنة على أكتافهم ، وعلّمه أسماء كلّ شىء ، ثم عرضهم على الملائكة ، وأدخله الجنة بغير عمل إلا أمره بالصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكلّمه مواجهة. ولما عطس قال : الحمد لله ، فأجابه الله بقوله : يرحمك الله ؛ يا آدم لهذا خلقتك. فهذا معنى قوله تعالى (١) : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ).
(فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً)(٢) : إن شرطية ، وما زائدة للتأكيد. والهدى هنا يراد به كتاب الله ورسالته.
(فَمَنْ تَبِعَ)(٣) ـ شرط ، وهو جواب الشرط الأول. وقيل : (فَلا خَوْفٌ) جواب الشرطين.
واعلم أنّ الكتاب كتابان : كتاب من الله إليك ، وكتاب منك إليه بيد الحفظة ؛ فإذا قبلت كتابه الذى فيه الأمر والنهى ، والوعد والوعيد ، ونزول البلاء عليك ، ووجود الرضا منك ؛ وإن كان فيه ما يخالف هواك ؛ أفتراه لا يقبل كتابك فى يوم القيامة وإن كان مملوءا زلّات ؛ وهى لا تضره؟ ألا تراه يقول فى إبراهيم (٤) : (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ). واصطفاك أنت بكتابه ، قال تعالى (٥) : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا).
__________________
(١) هود : ١١٠
(٢) البقرة : ٣٨
(٣) البقرة : ٣٨
(٤) البقرة : ١٣٠
(٥) فاطر : ٣٢