وعلى وجود نفس السند في كتاب طرق حديث من كنت مولاه(١). فقد قال فيه : «بإسناد مظلم».
كذلك محقّق الكتاب المرحوم السيّد عبدالعزيز الطباطبائي فإنّه يقول : «وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح ... والحديث رواه مسلم والترمذي».
وكذلك قال به الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام في ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولكن لا يزال الأمر مجهولا ، فكيف أصبح السند مظلماً حتّى يحكم عليه الذهبي بهذا الحكم؟!
لقد بلغ الذهبي لعدم عدالته في الجرح والتعديل إلى حدٍّ حتّى قال فيه العالم الكبير تاج الدين السبكي : «إنّه يروي من الهوى في هذا الميزان»(٢).
لقد صعب على جمع من علمائهم قبول الحديث الشريف : «أنا مدينة العلم» حتّى قالوا فيه من الترّهات البسابس ما يضحك الثكلى.
وعلى سبيل المثال فقد قال البعض في معنى «عليّ بابها» ليس المراد من «علي» اسم علم لشخص ، بل هو وصف ومعناه : مرتفعٌ بابها(٣).
وقد نقل هذا الموضوع ابن حجر الهيتمي ، ولكن هو أيضاً لم يتقبّل ذلك. لكنّه هو الآخر وقع في ورطة أخرى من التصريحات الرديئة وتمسّك في قبال هذا الحديث المتواتر بحديث موضوع وقال : «على أنّ تلك الرواية معارضة بخبر الفردوس : أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعليّ بابها».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) طرق حديث من كنت مولاه : ٥٧ رقم ٥٣ ، وفيه : «روى بإسناد مظلم».
(٢) لسان الميزان : ٣ / ١٦١ رقم ٤٠٥٤ ـ ترجمة سيف الآمدي.
(٣) الصواعق المحرقة : ٣٤.