١ ـ منهج رياض المسائل :
كتاب رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل للسيِّد عليّ الطباطبائي(ت ١٢٣١ هـ) في ستّة عشر مجلّداً ، كتاب استدلالي يشمل جميع أبواب الفقه عدا كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكتاب الإفلاس ، يشرح فيه المصنِّف كتاب المختصر النافع للمحقِّق الحلّي شرحاً مزجيّاً بحيث ينسجم المتن والشرح انسجاماً فنّياً رائعاً.
نماذج من منهجه :
من خلال دراسة خصائص منهج المصنِّف نلحظ أنّه كان يحاول أن يجمع بين الشرح والاختصار ، وتلك مهمّة صعبة للكاتب. فلندرس مثلاً حكم مياه الحمّامات عند انفعالها بالنجاسة في كتاب الرياض. ولابدّ أوّلاً من ملاحظة أنّ الحمّامات العامّة زمن المصنّف كانت تحتوي على خزانة الماء ـ وهي قطعاً أكبر حجماً من الكرّ ـ وعلى حياض صغيرة منفصلة لكلِّ مستحِمٍّ ـ وهي أقلّ حجماً من الكرِّ ـ وهذه غالباً ما تستخدم لإزالة نجاسة البدن ونحوها ، فالحديث هنا هو عن ملاقاة تلك المياه القليلة إذا كان فيها نجسٌ بالمياه الكثيرة ، وأفكار الكتاب مرتّبة ضمن الترتيب التالي :
أوّلاً : شرح النصّ المختصر عبر التعامل مع النصوص الروائية على نحو الدقّة والاختصار وتشخيص سند الرواية في الصحّة أو الإرسال أو التوثيق ، ولاشكّ أنّ عرض الأحاديث بصورة مفصّلة سوف يوضّح المطلب ويشرحه ، ذلك أنّ تعدّد موارد السؤال وتباين مواضعه يقتضي استخدام هذا الأُسلوب. يقول المصنّف :
«وحكم ماء الحمّام ـ أي ما في حياضه الصغار ونحوها ـ في عدم