مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عدد النجوم في السماء ، والحمد لله الباقي بعد فناء الأشياء ، والصلاة والسلام على الخمسة أصحاب الكساء والتسعة المعصومين من ولد الحسين سيّد الشهداء ، وصلِّ يا ربّ على الغائب عن الأنظار المرتقب لأمر السماء.
الخيرة والمشاورة مصطلحان قد وردا في كلام الله العزيز وفي السنّة النبويّة المطهّرة ، وهذا دليل على مشروعيّتهما وجواز العمل بهما ، فقال تعالى في سورة آل عمران : (وَشَاوِرْهُم فِي الأمْرِ)(١) وفي سورة القصص : (مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَة)(٢) فهاتان الآيتان يمكن أن نستفيد منهما في مقدّمتنا هذه في موضوع الاستخارة.
فالمشاورة أمر قد سنّه الله لنبيّه في مشاورة أصحابه ، فإنّ الله جلّ ثناؤه كان يعرّفه مطالب وجوه حزبه من الأمور ، بوحيه وإلهامه إيّاه صواب ذلك ، فأمّا أمّته فإنّهم إذا تشاوروا مستنّين بفعله في ذلك على تصادق وتأخٍّ للحقّ. هذا ما قاله الطبري(٣).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة آل عمران ٣ : ١٥٩.
(٢) سورة القصص ٢٨ : ٦٨.
(٣) تفسير الطبري ٦ / ١٩١.