بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله [الذي] ما خار(١) من استخاره ، ولا ندم من استشاره ، والصلاة والسلام على من اصطفاه واختاره ، وبعثه بالإنذار والبشارة ، فرفع من الدين مناره ، وأعلى رتبته ومقداره ، وعلى آله الذين جعلهم شموس الخلق وأقماره ، وحماة الحقّ وأنصاره ، صلاة وسلاماً يقيلان قائلها عثاره ، ويرفعان عمله ويحطّان أوزاره.
أمّا بعد ، فيقول العبد الفقير الجاني أحمد بن صالح البحراني وفّقه الله لمراضيه ، وجعل مستقبله خيراً من ماضيه :
اعلموا يا إخوان الحقيقة وخلاّن الطريقة ، أنّ الاستخارة أمر مندوب إليه ، وحكم معتمد عليه ، خيرات خيراتها محلاّة بأسنى من الدرّ النظيم : (وَمَا يُلَقَّاها إلاّ الَّذِيْنَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاها إلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيْم)(٢) لأنّ الاستخارة أمر مبنيّ على أصول ممهّدة وقواعد موطّدة :
أوّلها : اليقين الثابت الصادق.
وثانيها : التوكّل الناطق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) خار : ضَعُف وانكسر. الصحاح ٢ / ٣١٢ ـ خور ـ يعني ما ضعف ولا انكسر من استخار ربّ العزّة ذو القوّة المتين.
(٢) سورة فصّلت ٤١ : ٣٥.