صحيفتهم السوداء هذه؟!
ترى هل المراد من قول الرسول(صلى الله عليه وآله) فيما روي عنه في أحاديث : «يكون عليكم اثنا عشر خليفة» هم المروانيّون حتّى يعدّهم ابن حجر في كتابه ، حيث جعل منهم عبدالملك بن مروان وأبناءه الأربعة : الوليد وسليمان ويزيد وهشام ، وجعل الثاني عشر منهم هو الوليد [بن يزيد بن عبدالملك بن مروان](١)؟!
أم إنّ ابن حجر لم يعرف الوليد الذي جعل القرآن غرضاً لسهامه ومزّقه تمزيقاً وأخذ يخاطبه بسخرية قائلا :
إذا لاقيت ربّك يوم حشر |
|
فقل يا ربّ مزّقني الوليد |
والعشرات من جناياته وأعماله الإجرامية الأخرى التي يمكننا أن نرى بعض نماذجها باختصار في تاريخ الخميس للدياربكري ومروج الذهب للمسعودي وسائر الكتب التاريخية الأخرى.
ترى عنونة أمثال هذه الشخصيّات وعدّها من الخلفاء الإثني عشر ألم تكن خيانة عظمى بالمقام الشامخ للرسالة المحمّدية الخالدة؟!
وقد سلك ابن حجر مسلك الذهبي وذاك لمّا جرح راوي حديث «علي خير البشر» فقال في العلوي وهو الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي : «روى بقلّة حياء ... بإسناد كالشمس» ، و «هذا حديث منكر ما رواه سوى العلوي بهذا الإسناد».
ترى هل نسي ابن حجر أنّ ابن عساكر روى هذا الحديث عن قول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) فتح الباري ١٣ / ١٨٢.