ربّما يمكن أن ينكشف خلال قراءة من هذه النصوص الكثير من مباني علماء العامّة في معرفتهم وتقييمهم للأحاديث ، ويضاف إلى ذلك عرض هذا النموذج الأخير :
لقد ضعّف ابن حجر في كتاب لسان الميزان شخصاً باسم خلف بن عامر ، كما وضعّف راوياً آخر باسم محمّد بن إسحاق بن مهران الذي نقل حديث «عليّ حبيب الله» ، فقد عدّ ابن حجر حديثه موضوعاً من صناعته ، مع أنّ كلا هذين الروايين مع راويين آخرين ضعّفا أيضاً رووا حديثاً يصبّ في مصلحة الخليفة ، ومن الملفت للنظر هو قول ابن حجر عن الحديث المذكور : «روي بسند صحيح».
فليتأمّل في هذه التناقضات المقصودة.
كذلك فليتذكّر كلام ذلك الرجل العظيم العلاّمة الأميني رحمهالله حيث قال : «قالوا في كتاب الله ما سوّلت لهم الميول والشهوات»(١).
لا شكّ أنّهم سيتّخذون هذا ملاكاً في توثيق وتضعيف الرواة وتحريف الأحاديث وبتماد أكثر.
ابن كثير وعدم عدالته في انتقاء
وتقييم الحديث
في كتاب البداية والنهاية(٢) في شأن اسلام أمير المؤمنين عليهالسلام وأنّه أوّل من أسلم حيث كان محلّ تأييد عدد من أكابر علماء العامّة(٣) وبما أنّه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الغدير : ٨ / ٤٩.
(٢) البداية والنهاية
(٣) انظر الغدير : ٣ / ٢١٩ ـ ٢٣١.