قد جاوز حدّ التواتر ولا حاجة لتصحيحه(١) فقد أجحف ابن كثير غاية الإجحاف وخلافاً لكلّ الموازين العلمية وبكلّ بساطة قال : «لا يصحّ منها شيء».
وكذلك في شأن حديث المؤاخاة الذي هو من أهمّ القضايا المسلّمة وذات إسناد جاوز حدّ التواتر(٢) ، فإنّه يقول بدون أن يراعي الضوابط الدينية : «وأسانيدها كلّها ضعيفة»(٣).
وأيضاً في حديث الطير ـ حيث ألّف فيه مير حامد حسين رحمهالله كتاباً ضخماً في إثبات سنده ودلالته وقد اعترف ابن كثير أنّ الحافظ ابن مردويه وغيره ألّفوا فيه كتاباً مستقلاًّ ـ فقد قال : «وبالجملة : ففي القلب من صحّة هذاالحديث نظر وإن كثرت طرقه»(٤).
وفي شأن حديث «من سبّ عليّاً فقد سبّني»(٥) ـ وهو الحديث ذات الأسانيد المتواترة من الفريقين والذي اعترف الذهبي أيضاً على تعصّبه بصحّة سند هذا الحديث(٦) وذلك زيادة على تصحيح جمع من علماء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) من جملة المصحّحين لهذا الحديث الحاكم في المستدرك ٣ / ١٣٦ ، وفي ذيله الذهبي ، وأيضاً صاحب الاستيعاب (٣ / ٢٩) في حاشية الإصابة ضمّن عدداً من أحاديث أمير المؤمنين صلوات الله عليه في كونه الأعلم ، وحديث من كنت مولاه ، وحديث الراية ، وذكر أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام أوّل من أسلم ، وقال : «هذه كلّها آثار ثابتة». وكذلك الهيثمي في مجمع الزوائد ، قال : «رواه الطبراني ورواته ثقاة».
وهناك العديد من علماء العامّة غير من ذكروا ممّن صرّحوا بصحّة هذا الأمر.
(٢) انظر الغدير : ٣ / ١١٣ ـ ١٢٤.
(٣) البداية والنهاية : ٧ / ٣٧١.
(٤) البداية والنهاية : ٧ / ٣٩٠.
(٥) انظر ما ورد في شأن هذا الحديث كتاب (عليّ ميزان الحقّ) صفحة ١٣٥ ـ ١٣٨.
(٦) ذيل المستدرك للذهبي : ٣ / ١٢١.