والعامّة له ـ فإنّه قد حكم بضعف أسانيده على طريقته السابقة في إنكار الأحاديث المشتملة على فضائل أهل البيت عليهمالسلام(١).
وكذلك فإنّه ـ ابن كثير ـ قد كشف ستار الإجحاف والفضيحة حيث أنكروبكلّ صلافة نزول الآية الكريمة : (إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ـ والتي اتّفق علماء الفريقين على أنّها نزلت في شأن أمير المؤمنين عليهالسلام(٢) ـ في علي عليهالسلام ، قال : «لا يصحّ بوجه من الوجوه»(٣).
وفي شأن إبلاغ آيات سورة براءة فإنّ ابن كثير لم يعثر على قدح في السند ، ولكن بما أنّ هذا الأمر لا يلائم فكرته ومنهجه لذا يقول في ذلك : «وهذاضعيف الإسناد ومتنه فيه نكارة»(٤) وإنّ سبب نكارة هذا الأمر بنظره هو أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم ير أهليّة إبلاغ آيات سورة براءة في أبي بكر فلذا ردّه (صلى الله عليه وآله) من طريق مكّة وأمّر إمام الموحّدين وأمير المؤمين عليّاً عليهالسلام في إبلاغها(٥).
وفي شأن حديث «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» يقول : «لا يصحّ في هذا الباب شيئاً»(٦)(٧).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) البداية والنهاية : ٧ / ٣٩١.
(٢) انظر كتاب الغدير : ٣ / ١٥٥ ـ ١٦٢.
(٣) البداية والنهاية : ٧ / ٣٩٥.
(٤) راجع ما ذكرناه في الذهبي ، فقد وردت هناك مطالب في شأن هذه الجمل.
(٥) انظر كتاب الغدير : ٦/٣٣٨ ـ ٣٥٠ وما ورد فيه من أحاديث إبلاغ آيات البراءة لتحصل على معلومات أكثر في شأن هذا المفسّر والمؤرّخ الرجالي الكبير لأبناء العامّة.
(٦) البداية والنهاية : ٧ / ٣٩٥ ـ ٣٩٦.
(٧) وفي هذا الموضوع أيضاً راجع كتاب الغدير : ٣ / ٩٩ ـ ١٠١ لتتّضح لك وقاحة وصلافة هذا المفسّر لكلام الله على قول العلاّمة الأميني.