ومن شماتة الأعداء ، ومن الخطأ والزلل في قولي وفعلي ، وملّكني الصواب فيها ، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ، بلاحول ولا قوّة إلاّ بالله الحليم الكريم(١) ، بلا حول ولا قوّة إلاّ بالله حرزي وعسكري ، بلا حول ولا قوّة إلاّ بالله سلطاني ومقدرتي ، بلا حول ولا قوّة إلاّ بالله عزّي ومنعتي.
اللهمّ أنت العالم بجوائل فكري وجوائس(٢) صدري ، وما يترجّح في الإقدام عليه ، والإحجام عنه ، مكنون ضميري وسرّي ، وأنا فيه بين حالين : خيرٌ أرجوه ، وشرٌّ أتّقيه ، وسهو يحيط بي ، ودين أحوطه ، فإن أصابتني الخيرة التي أنت خالقها لتهبها لي ـ لا حاجة بك إليها بل بجود منك عليَّ بها ـ غنمت وسلمت ، وإن أخطأتني خسرت وعطبت.
اللهمّ فارشدني منه إلى مرضاتك وطاعتك ، وأسعدني فيه بتوفيقك وعصمتك ، واقض بالخير والعافية والسلامة التامّة الشاملة الدائمة لي فيه ، حتم أقضيتك ، ونافذ عزمك ومشيئتك ، وإنّني أبرأ إليك من العلم بالأوفق ، من مباديه وعواقبه ، ومفاتحه وخواتمه(٣) ومسالمه ومعاطبه ، ومن القدرة عليه ، وأقرّأنّه لاعالم ، ولا قادر على سداده سواك ، فأنا أستهديك وأستفتيك ، وأستقضيك وأستكفيك ، وأدعوك وأرجوك ، وما تاه من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في الأصل : العليّ العظيم ، وما في المتن أثبتاه من البحار ، وفي المستدرك : الحكيم الكريم. وما بعدها في المصدرين زيادة : بلا حول ولا قوة إلاّ بالله العزيز العظيم.
(٢) في المصدر : حوابس.
جاس جوساً وجوساناً : تردّد. المحكم والمحيط الأعظم ٧ / ٥١٧ ـ جوس.
وقال المجلسي في شرح الحديث في البحار : وجوائس صدري ، أي ما يتخلّل في صدري من الوساوس والخيالات ، أو ما يتردّد من ظنون صدري في المخلوقات.
(٣) قوله : (وخواتمه) أثبتناه من المصادر.