محتاج ، وبه غير مكترث(١) ، من الخيرة الجامعة للسلامة والعافية والغنيمة لعبدك من حدث الدنيا ، التي إليك فيها ضرورته لمعاشه ، ومن خيرات الآخرة التي عليك فيها معوّله(٢) وأنا هو عبدك.
اللهمّ فتولّ يا مولاي اختيار خير الأوقات لحركتي وسكوني ، ونقضي وإبرامي ، وسيري وحلولي ، وعقدي وحلّي ، واشدد بتوفيقك عزمي ، وسدّد فيه رأيي واقذفه في فؤادي ، حتّى لا يتأخّر ولا يتقدّم وقته عنّي ، وأبرم من قدرتك كلّ نحس(٣) يعرض بحاجز حتم من قضائك يحول بيني وبينه ، ويباعده منّي ويباعدني منه في ديني ونفسي ومالي وولدي وإخواني ، وأعذني من الأولاد والأموال والبهائم والأعراض(٤) ، وما أحضره وما أغيب عنه ، وما أستصحبه وما أخلفه ، وحصِّنّي من كلّ ذلك بعياذك(٥) من الآفات والعاهات والبليّات ، ومن التغيير والتبديل ، والنقمات والمثلات ، ومن كلمتك الحالقة(٦) ، ومن جميع المخوفات (٧) ، ومن سوء القضاء ، ومن درك الشقاء ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في الأصل : مكثرة ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
(٢) في الأصل : معقوله ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
(٣) في الأصل : محسن ، وما أثبتناه من المصادر.
(٤) العَرَض : من أحداث الدهر من الموت والمرض ونحو ذلك ، أو الأمر يَعرِضُ للرجل يُبتلى به. تهذيب اللغة ١ / ٤٥٦ ـ عَرَض.
(٥) في الأصل : بعبادك ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
(٦) ذكر ابن الأثير حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم : البغضاء ، وهي الحالقة» فقال : الحالقة : الخصلة التي من شأنها أن تحلق : أي تُهلك وتستأصل الدين.
النهاية في غريب الحديث ١ / ٤١١ ـ حلق.
وقال المجلسي في شرح الحديث في البحار : «ومن كلمتك الحالقة» أي حكمك بالعقوبة المستأصلة.
(٧) في البحار : المخلوقات.