ثلاثاً : «اللهمّ إنّي أستخيرك لعلمك(١) بعاقبة الأمور ، وأستشيرك بحسن ظنّي بك في المأمول والمحذور.
اللهمّ إن كان الأمر الفلاني الذي عزمت عليه(٢) ممّا قد نيطت بالبركة إعجازه وبواديه ، وحُفّت بالكرامة أيّامه ولياليه ، فخِر لي اللهم فيه خيرة تردّ شموسه ذلولا ، وتقيض(٣) أيّامه سروراً.
اللهمّ إمّا أمر فأئتمر ، وإمّا نهي فأنتهي.
اللهمّ إنّي أستخيرك برحمتك خيرة في عافية.
ثمّ يقبض على قطعة من السبحة ويضمر حاجته ، فإن خرج زوج فهو (إفعل) والفرد (لا تفعل) أو بالعكس ، ويجوز بكفّ من الحصى.
التاسع : أن يفتح المصحف وينظر أوّل ما فيه ويأخذ به(٤). انتهى كلامه أعلى الله مقامه.
خاتمة في الاستشارة : قال الله سبحانه لنبيّه(صلى الله عليه وآله) : (فَإذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللهِ)(٥) وإنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يستشير أصحابه ويعزم ، وكذلك الأئمّة المعصومين عليهمالسلام.
إعلم أنّ مشاورة الخلائق قبل استشارة الخالق ممنوع منها ، كما دلّت عليه الأخبار وحكم به العقل ، وذلك أنّك إذا أردت أمراً فكّرت فيه ، وأجلت روّيتك في معانيه ، وطلبت المشير العارف ، الخبير بأسراره ومبانيه ، فهل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) (لعلمك) أثبتناه من المصدر.
(٢) قوله : (الذي عزمت عليه) أثبتناه من المصدر.
(٣) في المصدر : وتقعص ، والظاهر تصحيف ، فما في المتن هو الأنسب للسياق.
(٤) الرسائل العشر لابن فهد : ١٠٢ ـ ١٠٣.
(٥) سورة آل عمران ٣ / ١٥٩.