يسير ... من كبار أئمّة الإسلام المعتمدين ... وإنّما نبذ بالتشيّع لأنّه صحّح حديث غديرخمّ ... وقال الخطيب : كان ابن جرير أحد أئمّة العلماء يحكم بقوله ويُرجَع إلى رأيه لمعرفته وفضله ، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه أحد من أهل عصره ...» إلى آخر ما مدحه.
ومع كلّ هذا التجليل والتمجيد فإنّ العسقلاني يصرّح بأنّه يتّهم بالتشيّع لأنّه صحّح حديث «من كنت مولاه» ، ثمّ إنّ روزبهان أيضاً يجعل سبب رفض الطبري هو نقل قضية إحراق الباب ، فتأمّل.
ابن الجوزي وعدم عدالته في
انتقاء وتقييم الأحاديث
أمّا ابن الجوزي وحاله في ردّه الأحاديث الواردة في فضائل أهل البيت عليهمالسلام وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليهالسلام فإنّه لم يتخلّ عن سائر الرجاليّين من العامّة كالذّهبي وابن كثير فحسب بل نستطيع أن نقول : إنّه حاز ميدان السبق في هذا المضمار.
حتّى أنّه تارةً ردّ أحاديث سبّبت تأنيبه من قبل نفس علماء العامّة وصار مصداقاً للمثل المعروف : ويلٌ لمن كفّره نمرود(١).
هذا ، وعدّ ابن الجوزي حديث «سدّ الأبواب» غير صحيح ، وقد خطّأه ابن حجر العسقلاني وعدّ رأي ابن الجوزي في كون الحديث موضوعاً غير صحيح (٢).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) يضرب هذا المثل في شأن من بلغ من الرذالة والدناءة غايتها.
(٢) فتح الباري : ٧ / ١٢.