ومن الأحاديث التي لا يلائم إنكارها الوجدان أبداً بل ويعدّ هذا الإنكارمن الموازين البارزة والواضحة في بغض أهل البيت عليهمالسلام كوضوح الشمس في رابعة النهار هو حديث الثقلين ، ولكنّنا نرى أنّ ابن الجوزي في كتاب العلل المتناهية ذكره في قائمة الروايات الموضوعة (١).
ومن أجل ذلك فإنّ ابن حجر الهيتمي على تشدّده في شأن أحاديث الفضائل إلاّ أنه تهجّم عليه وخطّأه مبيّناً أنّه كيف يمكن عدّ الرواية التي رواهاخمسة وعشرون صحابيّاً من الموضوعات (٢)؟!
والجدير بالذكر أنّ هذا الموضوع محلّ تأمّل ونظر فإنّ ابن حجر الهيتمي بالرغم من موقفه المتشدّد في قبول الروايات الواردة في فضائل أهل البيت عليهمالسلام ولكنّه مع ذلك كلّه ردّ تضعيف ابن الجوزي في خصوص هذاالموضوع الذي يعدّ أظهر من الشمس ، كما لا يخفى أنّ ابن الجوزي قد انتقى حديثاً واحداً فقط من بين خمسة وعشرين سنداً ، ولكن حتّى في انتقائه هذا فإنّه مضى فيه بناءً على موازينه في النصب والعداء ، ومثالا لذلك فإنّه ضعّف عطية الوارد في السند في حين وثّقه ابن سعد صاحب الطبقات (٣).
فإذا تأمّلنا في هذه الأمور يمكننا أن نتوصّل إلى مدى عدالة ابن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) العلل المتناهية : ٢٦٧ ـ ٢٦٨ ح٤٣٢.
(٢) الصواعق المحرقة : ٢٢٨.
(٣) صاحب الطبقات هو محمّد بن سعد ، وقد بلغ من النصب والعناد إلى حدٍّ حيث ضعّف الإمام الصادق عليهالسلام وقد ذكر العسقلاني في تهذيب التهذيب أنّه كان يقول في شأنه :«كان كثير الحديث ولا يحتجّ به». تهذيب التهذيب ٢ / ١٠٤ ترجمة الإمام الصادق عليهالسلام.