الجوزي(١).
فإنّه عناداً يزعم أنّ هذا الحديث الشريف له سند واحد فقط وأنّه أيضاً غير معتبر ، وقد غضّ نظره عمداً عن بضع وعشرين سنداً ، ممّا يكشف أنّ ملاكهم في تضعيف الرواة هو تضعيف كلّ من روى عبارة تصبّ في ذكر فضيلة من فضائل أهل البيت عليهمالسلام وذلك باصطلاح مثل : «فيه تشيع» ، وهو ما يلاحظ أيضاً في كلام القاضي روزبهان وما بدا من رأي الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني ، حيث ردّ القاضي روزبهان راوي حديث «من كنت مولاه» وذلك بعبارة : «فيه تشيع».
هذا النموذج هو العملة الرائجة لديهم تقريباً والموجودة أيضاً في مواضع أخرى ، وهذا ما يدعو إلى شيء من التأمّل والتساؤل. لم كلّ هذا العناد والعداء لأهل البيت عليهمالسلام بحيث إذا روى أكثر من عشرين راو حديثاً اختار منهم العالم والرجالي والحافظ والأمين على ودائع الدين عند أهل السنّة وهو ابن الجوزي سنداً واحداً وأعرض عن سائر الأسانيد غاضّاً نظره عنها؟ وهكذا يوهم أنّه ليس لديه إلاّ السند الواحد وانّه ضعيف ، وبالتالي يستنتج أنّه لم يصل حديث صحيح عن رسول الله في هذا الشأن.
ويذكر ابن حجر الهيتمي عن الحديث الصحيح الوارد : «إنّي تارك فيكم الثقلين» قائلا : «ولم يُصِب ابن الجوزي في إيراده في العلل المتناهية»(٢).
ولا يخفى أنّ ابن الجوزي إنّما ذكر كإنموذج بل إنّ المعاصرين من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ترجمة ثقلين نفحات الأزهار : ٤٣٤ ـ ٤٣٧.
(٢) الصواعق المحرقة : ٢٢٨.