المؤلّفين والمحقّقين أيضاً ليسوا بأقلّ منه ، فمثلا إنّ محقّق كتاب استجلاب ارتقاء الغرف خالد بن أحمد الصّمي البابطيني يقول في شأن حديث الثقلين : «في إسناده من لا يعرف»(١) وكذلك أحمد ميرين البلوشي المعاصر يحكم بنكارة المتن وضعف السند في حديث علي وليّ كلّ مؤمن في تعليقه على خصائص النسائي مع أنّ الحاكم يرى سنده صحيحاً والذهبي مع تعنّته أقرّه على ذلك(٢).
لقد نأت أساليب ابن الجوزي عن العدل والإنصاف والموازين العلمية إلى حدٍّ بحيث ردّ طريقته في التضعيف حفيده المعروف بـ «السبط ابن الجوزي»(٣).
ومن الموارد الأخرى في عناد وعدم عدالة ابن الجوزي هو ما يتعلّق بـ(يحيى الحماني) الذي وثّقه علماء الرجال المعروفون مثل ابن معين وأبي حاتم وحتّى الذهبي ـ وقد قال فيه الأخير : إنّ توثيق ابن معين يحيى الحماني متواتر ـ ولكن بما أنّه روى حديثاً فيه طعنٌ على معاوية فقد ردّه ابن الجوزي بتعصّب أعمى ومتابعة لأهوائه النفسية(٤).
كذلك نرى أنّ ابن الجوزي ـ بدون أي ميزان علمي ـ ضعّف الحديث الذي رواه أبو ذرّ الغفاري رضوان الله عليه في شأن أمير المؤمنين عليهالسلام وذلك من أجل وقوع عبّاد بن يعقوب وعلي بن هاشم في سنده.
أمّا عبّاد بن يعقوب فقد قال فيه ابن خزيمة وهو من كبار علماء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) استجلاب ارتقاء الغرف : ١ / ٣٦٢.
(٢) المستدرك ٣ / ١١٠ ـ ١١١.
(٣) الغدير : ٣ / ١٣٠.
(٤) عليٌّ ميزان الحق : ١١٤.