اشتهرت عند علماء الشيعة الكرام ـ أنار الله برهانهم ـ بالقصيدة البغدادية نسبةً إلى البلد ؛ لخلق نبيل سما فيهم حال دون ذكر اسم الناظم لها في مطبوعات كتبهم.
فما هي تلك القصيدة؟ وما موضوعها؟ ومن قائلها؟ وما قيل عنها؟ ومن ردّ عليها نظماً أو نثراً؟ وأسئلة أخرى تقع في الخلد نسعى لإيجاد جواب شاف لها في بحثنا هذا ، فدونكه :
أولاً ـ القصيدة(١) :
أيا علماء العصر يا من لهم خبر |
|
بكل دقيق حار من دونه الفكر |
لقد حار منّي الفكر بالقائم الذي |
|
تنازع فيه الناس واشتبه الأمر |
فمن قائل في القشر لبّ وجوده |
|
ومن قائل قد ذبَّ عن لبّه القشر |
وأوّل هذين اللّذَين تقرّرا |
|
به العقل يقضي والعيان ولا نكر |
وكيف وهذا الوقت داع لمثله |
|
ففيه توالى الظلم وانتشر الشرّ |
وما هو إلا ناشر العدل والهدى |
|
فلو كان موجوداً لما وجد الجور |
وإن قيل من خوف الطغاة قد اختفى |
|
فذاك لعمري لا يجوّزه الحِجْر(٢) |
ولا النقل كلاّ إذ تيقّن أنّه |
|
إلى وقت عيسى يستطيل له العُمر |
وأن ليس بين الناس مَن هو قادر |
|
على قتله وهو المؤيّده النصر |
وأن جميع الأرض ترجع ملكه |
|
ويملؤها قسطاً ويرتفع المكر |
وإن قيل من خوف الأذاة قد اختفى |
|
فذلك قول عن معايب يفتر |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ولقد التبس أمرها على بعض الأفاضل فتصوّر أنّها ـ أي البغدادية ـ هي التي ذكرها ابن حجر في الصواعق والتي مطلعها : (ما آن للسرداب أن يلد الذي) ، فليلاحظ. (ينظر : استخراج المرام : ١/ ٢٠٤).
(٢) الحجر : العقل. (لسان العرب : ٤/ ١٧٠).