فهلاّ بدا بين الورى متحمّلا |
|
مشقّة نصح الخلق من دأبه الصبر |
ومن عيب هذا القول لا شكّ أنّه |
|
يؤول إلى جبن الإمام وينجرّ |
وحاشاه من(١) جبن ولكن هو الذي |
|
غدا يختشيه من حوى البرُّ والبحر |
(ويرهب منه الباسلون جميعهم |
|
وتعنو له حتّى المثقّفة السمر)(٢) |
على أنّ هذا القول غير مسلّم |
|
ولا يرتضيه العبد كلاّ ولا الحرُّ |
ففي الهند أبدى المهدويّة كاذب |
|
وما ناله قتل ولا ناله ضرُّ |
وإن قيل هذا الاختفاء بأمر من |
|
له الأمر في الأكوان والحمد والشكر |
فذلك أدهى الداهيات ولم يقل |
|
به أحد إلاّ أخو السفه الغمر(٣) |
أيعجز ربّ الخلق عن نصر حزبه |
|
على غيرهم كلاّ فهذا هو الكفر |
فحتّى مَ هذا الإختفاء وقد مضى |
|
من الدهر آلاف وذاك له ذِكر |
وما أسعد السرداب في سرّ من رأى |
|
له الفضل عن أمّ القرى وله فخر |
فيا للأعاجيب التي مِن عجيبها |
|
أن اتخذ السرداب برجاً له البدر |
(فيا علماء المسلمين فجاوبوا |
|
بحقّ ومن ربِّ الورى لكم الأجر) |
(وغوصوا لنيل البدر أبحر علمكم |
|
فمنها لنا لا زال يستخرج الدرُّ)(٤) |
ثانياً ـ موضوع القصيدة :
لا يخفى على القارئ ما تضمّنته هذه الأبيات التي قوامها (٢٢) بيتاً ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في السرّ المكنون : (عن).
(٢) الأبيات التي بين الأقواس من القصيدة المذكورة أعلاه أوردها السيّد البراقي رحمهالله في كتابه (السرّ المكنون) ص١٥٧ (مخطوط) ، والعلاّمة السيّد الصادق من آل بحر العلوم في كتابه (الصولة العلوية) زيادة عمّا وجدناه.
والمثقّفة السمر : أي الرماح. (ينظر : مغني اللبيب : ٢/ ٤٢٧).
(٣) الغمر : منهمك الباطل. (العين ٤/ ٤١٦).
(٤) وردت القصيدة في : كشف الأستار ، والصولة العلوية ، والسرّ المكنون.