أسفار أبناء العامّة ، وأبياتها التي أنكرت ذلك فرضت الحقّ على علمائناالأعلام أن يردّوا عليها بما يشفي الغليل نثراً ونظماً بأدلّة نقلية وعقلية ، اعتقاداً منهم للذبّ عن عقائد الإسلام وأهله.
ثالثاً ـ من هو ناظمها؟
ولما حملته القصيدة من موضوع مثير للجدل اختلف في ناظمها من هو؟ فبين من صرّح بنسبتها لمجهول من أحد أبناء العامّة ، أو لأحد علماء بغداددون ذكر اسم له(١) ، أو لأحد من شعرائها(٢) ، أو لأحد الآلوسيّين(٣) ، أو لابن الآلوسي(٤) ، وتارة لمعلوم مسمّى وقع بين ثلاثة وهم : جميل صدقي الزهاوي (١٢٧٩ـ ١٣٥٤هـ)(٥) ، ومعروف الرصافي(١٢٩٤ ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ذكر ذلك الشيخ النوري رحمهالله ، وينظر أيضا : موسوعة الشيخ البلاغي ٨ : ٩٠ ، كما صرّح الشيخ كاشف الغطاء رحمهالله في صدر قصيدته بنسبتها إلى بعض جماعة دار السلام ، وفي (عقود حياتي) كما سيأتي قال رحمهالله : لبعض العامة من طلبة بغداد.
(٢) ذكر ذلك الخاقاني في شعراء الغري ٢ / ٤٤٣.
(٣) ذكر ذلك السيّد أحمد ابن السيّد رضا الموسوي الهندي في صدر قصيدة والده رحمهاللهفي الردّ على القصيدة البغدادية والتي أسماها (القصيدة الصاحبية) ، والمطبوعة مع القصيدة الكوثرية في النجف الأشرف سنة١٣٦٩هـ. وكذا تبعه السيّد عبد الصاحب الموسوي في تحقيقه لديوان السيّد رضا الموسوي الهندي : ٢٦.
(٤) ذكر ذلك الشيخ الطهراني في الذريعة : ١٥/١ رقم ٥.
(٥) ذكر ذلك السيّد حسين البراقي (ت ١٣٣٢هـ) في كتابه المخطوط (السرّ المكنون في النهي لمن وقّت للغائب المصون) ، إذ قال ما نصّه : «كمثل ابن المفتي الزهاوي من أهل بغداد ويدّعي أنّه مطّلع على السير والأخبار بل بكلِّ العلوم ، ويدّعي أنّه من الظرفاءالأدباء ، وكان منكراً لصاحب الزمان عليه السلام ، وإنّه غير مولود ولا موجود ، وإنّه سيولد بعد هذا إن كان حقّاً» (السرّ المكنون (مخطوط) : ١٥٥ ، وينظر ترجمة الزهاوي في : الأعلام ٢/١٧٣.