رابعاً ـ حول القصيدة :
ألقت هذه القصيدة بظلالها على الأوساط العلمية في النجف الأشرف ، وتلقاها العلماء بالنقد والرد ، وصدر عن بعض المعاصرين لحدث وصولها كلام حولها ، سنورده في دراستنا هذه فدونكه :
أ ـ قال السيد حسين البراقي رحمهالله (ت ١٣٣٢هـ) في كتابه المخطوط (السرّالمكنون في النهي لمن وقّت للغائب المصون) ، ما نصّه : «... وينبذون أمرالله وراءهم ، فانظروا من تناقض ذلك ما بين أن يحصروا وقت ظهوره ومابين أن ينكروه بالمرّة وإنّه غير موجود ، وذلك كمثل ابن المفتي الزهاوي من أهل بغداد ويدّعي أنّه مطّلع على السير والأخبار ، بل بكلّ العلوم ، ويدّعي أنّه من الظرفاء الأدباء ، وكان منكراً لصاحب الزمان عليه السلام وإنّه غير مولود ولا موجود ، وإنّه سيولد بعد هذا إن كان حقّاً ، وإنّه في شهر ربيع الثاني سنة سبع عشرة بعد الثلاثمائة والألف أنشأ قصيدة تهكّماً منه على عقولنا وتعجّباً منه على اعتقاداتنا من حيث إنّه ثابت العزيمة وغيره ـ وهو نحن ـ خاطئون وفي عشواء الضلالة تائهون لأنّنا باعتقادنا ضالّون مضلّون ، وهو ممّن على زعمه قابضون على الدين ، فأنشأ قصيدته وأرسلها إلى بلدالكاظم عليهالسلام إلى جناب الفاضل الشيخ محمّد تقي ابن الشيخ حسن ابن الشيخ أسد الله ، فلمّا وصلت إلى الشيخ غلّفها وأرسلها إلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولذا قال به جماعة من أعيان علمائهم ، فلا شناعة توجب الذم والاستهزاء ، وهذا يوهم أن يكون المقصد الأصلىّ إثارة الفتنة والغوغاء وتطميع الأعداء نعوذ بالله تعالى من سوء السريرةواحتقار هذه الموبقة الكبيرة» ، كما تؤيّده الرسائل التي أرسلها الآلوسي إلى شيخ الشريعة الإصفهاني بواسطة رجل من أهل بغداد والتي أنكر فيها الإمام المهدي(عج)وتلك الرسائل وأجوبتها موجودة في مكتبة الإمام الحكيم ورقمها ٢٦٧٦ ، وينظر ترجمة محمود الآلوسي في الأعلام : ٧/ ١٧٢.