وهو بعدُ في مقتبل العمر ، وكان هو الكافل لأخته الثانية فاطمة ويعيش معها في بيت واحد.
وكان يمتهن الحياكة (حياكة العبي الرجالية) لتأمين معيشته مع أخته فاطمة ، شأنه شأن معظم أفراد (أسرة الحَجِّي) حيث يغلب عليهم مهنة الحياكة ، كما أسلفنا.
وكان لـ (ملاّ علي بن فايز) صوت رقيق وجذَّاب للغاية ممّا شجَّعه أن يكون مُنَشِّداً وقارءً للأهازيج والمدائح في الأعراس وبعض المناسبات ، كما كان يُجيد سرد القَصص التاريخية بطريقة مثيرة وجذَّابة.
ومن هنا بدأت شهرة (ابن فايز رحمه الله) ، فحين عرف عنه الأتراك ـ أيّام الدولة العثمانية حين كانوا يحكمون الأحساء وعموم الخليج في أوائل النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري ـ وسمعوه يُنَشّد أُعجبوا بعذوبة صوته وحسن أدائه ، فطلبوا منه أن يأتي إلى محلّ عملهم ليُنشدَ لهم بعض الأشعار ، وبعد مدّة أصبح (بن فايز) كالموظّف لدى الحامية التركية يحضر لديهم كلِّ يوم تقريباً لإنشاد الأشعار والأهازيج.
ثمّ بعد فترة غير طويلة صدر أمرٌ من الجهات الرسمية العثمانية بنقل السرية التركية ـ التي يعمل معها (بن فايز) ـ إلى منطقة (القطيف) ، فطلبوا من (بن فايز) الانتقال معهم إلى (القطيف) ، لشدّة تعلّقهم به ، فاعتذر لهم بسبب رعايته لأخته ، فقالوا له : نعطيك لأختك مرتّباً شهريّاً مدّة وجودك معنا ، فعرض الأمر على أخته فقبلت ، فانتقل معهم إلى (القطيف).
وفي (القطيف) سمع بـ : (ابن فايز) حاكمها آنذاك (منصور بن جمعة) وشدَّه إليه حسن إنشاده للأشعار وعذوبة صوته ، فطلب من الأتراك أن يستضيفه عنده ، فاستضافه.