ومن هنا بدأت مرحلة جديدة ومنعطفاً هامّاً في سيرة (الملاّ علي بن فايز) ، حيث اقترح عليه (بن جمعة رحمه الله) أن يكون من قرّاء تعزية سيّد الشهداء الإمام الحسين عليهالسلام ، وقال له : إنّ صوتك هذا العذب الجميل وحسن أدائك المتميّز لاينبغي أن يكون لغير خدمة أهل البيت عليهمالسلام ومدحهم ورثائهم.
ولم يكن (ابن فايز) متعلّماً ولا دارساً عند أحد ، ولذلك اعتذر بادئ الأمرعند (بن جمعة) قائلاً له : كيف أصعد المنبر وأنا أُمّي لا أقرأ ولا أكتب ولاأحسن قرائة التعزية ولا الخطابة!؟
لكن (بن جمعة) أصرَّ عليه وشجّعه ـ رغم ما اعتذر به ـ ليكون من خدّام سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليهالسلام.
وبَدَأ مشواره الحسيني من مجلس (بن جمعة) نفسه ـ حيث كان (بن جمعة) يرحمه الله يحيي مجالس التعزية في مجلسه في مختلف الأوقات والمناسبات ـ ، فصعد المنبر ـ بطلب من (بن جمعة) ـ بعد أن أنهى خطيب عراقي مجلسه ، وبدأ ينعى سيّد الشهداء عليهالسلام بأبيات من إنشائه جاء في مطلعها :
نوحي على الأولاد يا زهره الحزينة |
|
نوح الحمام او حشّمي أهل المدينة |
فضجَّ الناس بالبكاء ، وكان تفاعلهم مع التعزية كبير جدّاً.
فسُرَّ (بن جمعة) لمّا رأى ، وطلب من الضبّاط الأتراك أن يتركوا (بن فايز)له ليبقى في ضيافته بشكل دائم ، فأجابوه لذلك ، وسمّاه (بن جمعة) منذ ذلك الحين بـ : (ملاّ علي بن فايز).
واتّسعت دائرة شهرة (ملاّ علي بن فايز) كخطيب حسيني متميّز ، وذاع صيته ، حتّى وصل إلى (البحرين) ، فطلبوا من (بن جمعة) أن يأذن له بالسفر