إليهم ، فأذن له.
ورحل إلى (البحرين) ، وألقى رحله بها ، وبدأ هناك مسيرته كخطيب حسيني ، وبشكل سريع طبّقت شهرته أرجاء (البحرين) ، وأصبح خطيباً من الطراز الأوّل ، وكان لصوته العذب الرقيق الشجيّ ولأدائه الرائع الأثر الكبير في شعبيّته وشهرته ، وأصبح يلهج باسمه القريب والبعيد ، كما يُقال.
وفي (البحرين) تزوّج بامرئة مؤمنة من قرية (سَنَد) ، واستقرَّ في تلك الديار حتّى وفاته ، وكان جلّ سكناه في جزيرة (سترة) المعروفة ، كما سكن غيرها ، لكن محطّته الأخيرة كانت بلدة (سَنَد) ـ التي منها زوجته ـ ، حيث توفي فيها سنة ١٣٢٢هـ ، وقبره بها لا يزال معروفاً.
وكان يتردّد على (الأحساء) بين الحين والآخر لزيارة أهله وأخته فاطمة ، وليجدّد العهد بوطنه وأهل بلده ومحبّيه. وحين يكون في الأحساء يصعد المنبر الحسيني ويُتحف المؤمنين بعطائه الثريّ وقرائته الشجية المؤثّرة ، وصار له في (الأحساء) شهرة ومحبّة نظير ماله في (البحرين).
وكان كريماً سخيّاً ، لايكاد يجمع من حطام الدنيا شيئاً أكثر ممّا يحتاجه مع زوجته ، فَجُلُّ مايحصل عليه من بركة الإمام الحسين عليهالسلام كان يصرفه على الضعفاء والفقراء.
وخرج من الدنيا عقيماً لم يخلف أولاداً ، كما لم يُخلف من حطام الدنيا مالاً ، نعم خلَّف الذكر الخالد والأدب الحسيني الذي تميّز به ، وسيبقى تذكره الأجيال مادام ذكر سيّد الشهداء عليهالسلام موجوداً.
وفاته :
توفي رحمهالله في بلدة (سَنَد) بالبحرين سنة ١٣٢٢هـ ، ودُفنَ بها ،