وما رواه مسلم عن أبي الدرداء مرفوعاً : «من حفظ عشر آيات من أوّل سورة الكهف عصم من الدجّال»(١) وغيرها من عشرات الروايات الآتية بعد قليل.
لكن في مطاوي كلمات بعض الأعلام في علوم القرآن إشارة إلى مواضيع اُخرى ، كاختلاف ترتيب النزول عن ترتيب التلاوة مع القول بأنّ كلاهما قرآن.
كما أنّا سنوضّح الهدف من أحاديث العرض ، وأنّها تعني ترتيب القرآن الكريم وفق ما نزل من اللوح المحفوظ ، بمعنى أنّ القرآن بعد نزوله دفعة واحدة قد ينزّل سورة سورة ، لقوله تعالى : (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا) وقوله تعالى : (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذِهِ إِيمَاناً).
وأنّ الناس كانوا يعرفون انتهاء السورة وابتداء سورة اُخرى بنزول (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وهذا دليل على النزول سورة سورة بعد نزولها الدفعيّ على صدر النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله).
وقد تنزّل السورة ثمّ تبدأ الأحداث الواقعة فيها ، فيأتي جبريل مرّة اُخرى بالآيات المرتبطة بتلك الوقائع فيقرأها النبيّ (صلى الله عليه وآله) على الناس ، فيظهر لهم أنّهم كانوا قد سمعوها قبل ذلك ، لأنّ الناس عموماً لا يدركون عمق حقائق القرآن ودقائقه ، فكان لابدّ من بيان إعجاز القرآن لهم بصورة يفهمه
__________________
(١) صحيح مسلم١ / ٥٥٥ / ٨٠٩ ، الباب ٤٤ في فضل سورة الكهف وآية الكرسي.