ونحن نعتقد بأنّ روّاد العلم والثقافة والأدباء والباحثين سيجدون عندقراءتهم ومراجعاتهم بتدبّر ورويّة هذه المقالة (مع الشريف الرضي في ديوانه) بأنّهم ينفذون بمشاعرهم إلى عصر السيّد الشريف ، وكأنّهم حاضرون بأجسادهم وأرواحهم في (مجلس ديوانه) وهم يشاهدون هيبته ووقاره ، ويتمتّعوا بسيرته وشاعريّته الفيّاضة وخاصّة (حسينيّاته وحجازيّاته) ، ويتعرّفون على ما انتحل من قصائده المثبّتة بديوانه ونسبت لغيره وما نسب إليه من القصائد وهي لغيره من الشعراء ومثبّتة في دواوينهم وفي كتب الأدب والتراجم ، وما أخذه السيّد الشريف من المعاني ممّن سبقه من الشعراء ، وما أخذه منه بعض الشعراء المتأخّرين عن عصره.
وهذا ـ حسب اعتقادنا ـ وحسبما سيحكم به القرّاء الكرام ، لم يتطرّق إليه أحد قبل الشيخ اليعقوبي من المؤلّفين والنقّاد والباحثين ، الذين كتبوا دراسات مستفيضة عن السيّد الرضي ، وتحدّثوا بإسهاب عن شخصيّته الفذّة من جوانبها المتعدّدة المترامية الأطراف ، ولم يتسنَّ لهم سوى تراجم تفصيلية لحياته ، وذكر نماذج من شعره وتحليله وشرحه والتعليق عليه.
وقد ارتأينا ونحن الآن بصدد نشر هذه المقالة للشيخ اليعقوبي (مع الشريف الرضي في ديوانه) وإخراجها إلى النور ، أن لا نكتب نحن عن قابليّاته الخطابية والتأريخية والأدبية والنقدية ، وإنّما تركنا الحديث عن ذلك ولو بصورة وجيزة ونزر يسير ـ إلى فطاحل العلماء والأدباء والباحثين الذين أوردوا ما كتبوه عنه في مؤلّفاتهم ومعاجمهم ، أو الذين شاركوا