علينا بدراسات سطحية جانبت الدقّة وحسن التمحيص ، أو خضعت لعواطف وميول شخصية على حساب الحقيقة والواقع ، فإنّ شاعرنا الباحث المؤرّخ يعدّ من أولئك القلّة الذين تميَّزوا بعمق البحث وأصالته وبسعة الأفق ، ودقّة الملاحظة».
وبعد أن استعرض بعض النماذج من ملاحظات الشيخ اليعقوبي ومؤاخذاته على قسم من كتب التراجم والمعاجم ـ نقلاً عن كتابه البابليات ـ تبياناً لسعة إطلاعه ، وإيضاحاً لدقة بحثه وتمحيصه ، أردف الدكتور الموسوي قائلاً :
«ولا يسع قاري البابليات إلاّ أن يعترف لليعقوبي بالأناة والدقّة في البحث ، فهو محقّق صبور حين يكشف عن هفوات السابقين ، كما هو محقّق متثبّت حين يردّد في كتابته كلمات مثل (شاهدت ـ سمعت ـ حدّثني ـ أطلعني) وفوق ذلك كلّه نراه حريصاً على التنقيب بين الآثار الدارسة ، للتأكّد من ميلاد أو وفاة بعض الذين يعنى بترجمة حياتهم ، وهذا يشير إلى طول باعه وسعة اطلاعه في الأدب وتاريخه ...
والآن وبعد أن أوردنا آنفاً ما كتب وما قيل عن الشيخ اليعقوبي في بعض كتب الأدب والتراجم في حياته وبعد رحيله إلى جوار ربّه ـ بخصوص تضلّعه في الأدب وتأريخه وتتبّعه في مجالات البحث والتأليف والتحقيق والتنقيب ـ نستعرض قسماً ممّا نشر في العدد الخاصّ من مجلّة الإيمان الصادر عام ١٣٨٦هـ ـ ١٩٦٦م من المقالات والأبحاث المتعلّقة بهذا