نفسي وصداه العظيم في أذني ، حيث البراعة الأدبية غير المحدودة ، بما فيهامراعاة القاعدة البلاغية المعروفة (ملاحظة مقتضى الحال) فقد اعتاد منتدى النشر أن يقيم احتفالاً تأبينياً لسيد الشهداء عليهالسلاميشترك به عدد من العلماء والأدباء ، وصادف أن حضر الحفل (وفد مصريّ) من شخصيّات مرموقة في عالمي العلم والأدب ، فقد فوجىء الشيخ اليعقوبي ـ بطلب من الجمعية ـ بأن يختم الحفل بشيء من ذكر واقعة الطفّ ، فاستهلّ كلامه بعدّة أبيات للمرحوم السيّد حيدر الحلّي في رثاء سيّد الشهداء أنشدها بطريقته الخاصّة في إنشاد الشعر ، ثمّ أعقب ذلك بشرح الأبيات وتحليلها ، ثم بالمقارنة بينها وبين ما قاله غيره من القدامى والمتأخّرين في المناسبة نفسها ، مع ملاحظة الوزن والقافية ، ولم يكتف بذلك بل تعدَّى إلى المقارنة بينها وبين ما قاله غيره من جاهليّين ومخضرمين وأمويّين وعباسيّين في شخصيات أخرى لها في نفوس أولئك الشعراء مكانة ـ تشبه عندهم ـ ما للحسين عليهالسلام من قدسية وتعظيم في نفس السيّد الحلّي وغيره من فحول شعراء الشيعة ، مراعياً في النماذج التي ذكرها نفس الرويِّ والقافية ، ممّا أدهش به الحاضرين من نجفيّين ومصريّين ، حيث تجلَّت له سلامة التعبير وسعة الإطّلاع ، وإحاطة بالتأريخ ، وإمكانية عظيمة في الأدب والإرتجال ، فكان فيما قاله مثلاً أعلى للأدب النجفي والحسيني معاً ، كما كان هو في الحفل مسك الختام».
وقال الأديب الشاعر المجدّد صالح الجعفري أحد أبرز مؤسّسي