جمعية منتدى النشر ـ ما نصّه :
«وقد كان شيخنا اليعقوبي من أولئك القلّة الذين تميّزوا بعمق البحث وأصالته ، وبسعة الأفق ودقّة الملاحظة ، حتّى طغى ـ فيما أرى ـ هذا الجانب من مميّزاته على جوانبه الأخرى التي ربما اشتهر بها أكثر من سواها كالخطابةوالشاعرية مثلاً.
ومن المفيد بنا هنا أن نتذكّر أنَّ البعض ممّن رأيناهم قد أرخوا أحداث أمّتنا الإسلامية والعربية واستعرضوا بعض أدوارها وأشخاصها قدأرّخوها وأثبتوها بشكل تبرز فيه السطحية ، ومجانبة الدقّة والتمحيص ، مع مايعرف عن بعضهم من الإنقياد لعواطفهم وميولهم على حساب الحقيقةوالواقع.
ولذلك ـ ومن هنا ـ فقد أصبحنا اليوم بمسيس الحاجة إلى من يعنى بتمحيص أو تعرية ما دوَّنه هؤلاء المؤرّخون السطحيّون ، ومن يتخطّى هذه المسالك السطحية البعيدة عن العمق والأصالة إلى انتهاج المسالك النافذة القائمة على الدقّة والتحليل.
وقد لمست شخصيّاً في الشيخ اليعقوبي رحمه الله هذا اللون من المسالك النافذة الناقدة التي تعنى فيما يعرض لها بالنقد والتحليل ، وبتمحيص الوقائع وردِّها إلى واقعها الأصيل.
وكم زرته مستفهماً عن بعض المسائل التي تعنّ لي ، فأجد عنده الحلّ الشافي والجواب الصواب ، وقد زاد إعجابي به حين قرأت عليه مرّة