وأنا في زورة له أبياتاً منسوبة لمن كنت قد عنيت بترجمتهم وقد وجدتها في بعض الكتب ، فإذا به يصحّح ـ بلباقة هذه النسبة ويرجعها إلى قائلها الأصيل ، ثمّ يدعم رأيه ـ وهذا موضع الإعجاب ـ بشواهد تأريخية وأدبية متعدّدة استنبطها من الكتاب نفسه الذي نسب تلك الأبيات خطأ إلى غير صاحبها.
ولعلّ من يقرأ للشيخ اليعقوبي مؤلّفاته المطبوعة وخاصّة البابليّات أو يطلّع على مؤلّفاته المخطوطة يلمس فيها موهبة الرويَّة والأناة في تسجيل الوقائع ونسبة النصوص وتمحيصها ، ومبلغ حرصه على التنقيب والبحث والملاحظة ، وذلك لكشفه فيها عن مواطن الغفلة والزلل التي وقع فيها الكثير من الباحثين في مؤلّفاتهم أو مجاميعهم.
ومن أبرز مؤلّفاته التي عنيناها مع الشريف الرضي في ديوانه وتعليقات ومؤاخذات على العديد من المعاجم الأدبية ودواوين الشعراء من المتقدّمين والمتأخّرين.
وإذا قدِّر لهذه المؤلّفات أن تخرج من (صندوق اليعقوبي) الحافل بالعلم والأدب فإنها ستضيف (رصيداً) آخر إلى رصيده في المطبوعات العربية».
وقال عنه الكاتب الكبير الأستاذ عبد الرزّاق الهلالي مؤلّف الكتاب الشهير زكي مبارك في العراق :
«وهو في تآليفه وتصانيفه ، العامل الدائب ، والباحث الذي لا يكلّ ،