والدارس النهم ، لا يكاد يفرغ من تأليف كتاب أو تصنيف ديوان أو تحقيق مخطوط ، أو التعليق على مطبوع ، حتّى ينصرف ثانية في طلب صيد جديد ، يجمع ما يصطاد من صادق الأخبار ونادر الآثار ، في شتّى صنوف المعرفة ليحفظه في (صندوقه) المعروف الذي بات في دنيا التحقيق والتدقيق مثال (الخزانة) الغنية بجواهرها النادرة وحليّها النفيسة».
وقال عنه الأستاذ المحامي توفيق الفكيكي مؤلّف كتاب الراعي والرعية :
«لقد صنّف رحمه الله تعالى أحسن التصانيف ، وألّف خير المؤلّفات ، وحرَّر في أشهر الصحف والمجلاّت ، وبحث ونقّب ، وحقّق الكثير من المخطوطات المنسية ، ولطالما أفاد الباحثين وأنار الطالبين ، بلا كلل ولا ضجر ، فكان رضوان الله عليه ـ كما وصفته ـ مكتبة سيّارة وموسوعة جامعية نادرة في الأدب والتأريخ والنقد العلمي ، فهو مدرسة وحده».
ومن الطريف أن أورد هنا مضمون موقف شاهدته بين الشيخ الوالد وبين شاعر الجيل الأستاذ الكبير محمّد مهدي الجواهري في أوائل عقد الستّينات من القرن الماضي في بغداد ، وكان الشيخ الوالد إذا دعي لإلقاء بعض المحاضرات فيها ليلاً فلا يفوته التنقّل صباحاً بين مكتبات شارع المتنبّي ومكتبة المتحف العراقي وكان يتواجد فيها بين الفينة والفينة صديقه العلاّمة الكبير الشيخ محمّد رضا الشبيبي وغيره من كبار الأدباء والباحثين ،