وهذه من الأوهام التي وقع فيها ابن خلّكان فإن هذا البيت للشريف الرضي المتوفّى (٤٠٦هـ) قبل الأندلسي بأكثر من مائة وأربعين سنة وهو من القصيدة التي أشرنا إليها آنفاً ، ويستبعد جدّاً أن يكون ابن خلّكان لم يقف على ديوان الشريف الرضي بعد قوله عنه في ترجمته : «وديوان شعره كبير يدخل في أربع مجلّدات وهو كثير الوجود فلا حاجة إلى الإكثار من شعره».
قلت : وقد نظر الشريف في معنى بيته إلى قول أبي الحسن بن طباطبا العلوي :
لا تعجبوا من بلى غلالته |
|
قد زرَّ أزراره على القمر |
وهو من الشواهد ذكر في المطوَّل وغيره ، وقد ظرف العلاّمة الأديب السيّد رضا الهندي حيث قال في أحد البخلاء متضمّناً :
وكيف ترجو (القران) من رجل |
|
قد زرَّ أزراره على (القمري) |
والقران والقمري نوعان من مسكوكات العملة الإيرانية الفضّية والأوّل يساوي نصف الدرهم والثاني ربعه تقريباً.
ـ ١٢ ـ
وفي كتاب شعراء الحلّة لجامعه علي الخاقاني (ج٥ ص٣٤٢) ترجم للسيّد مهدي بن السيّد داود عمّ السيّد حيدر الحلّي وممّا قال عنه : «ولقدوفّيت الموضوع عنه وعن غيره ممّن سايره في كتابي» ثمّ نسب له هذه الأبيات :